وجهة جديدة وأيام من الدّهشة.. في تجربة التواصل الداخلي
أهلًا!
ترددت كثير في هذه التّدوينة، رغم سرعة الأيام وحجمها، إلا أن ثراء التجربة وكفّتها ترجح في دهشة أيامي وتجاربي.في ٣ مارس، ٢٠٢١م.. أكمل ٦٠ يومًا في تجربة التواصل الداخلي كمحلل أعمال أول، الكثير من الدّهشة والتجارب والتعلّم.. والإنجازات اللي أسعد بها فعلًا ليس بكثرتها وإنما بقيمتها.. ولا زال للتطلّعات بقيّة..
لماذا اخترت التواصل الداخلي؟
لأني شغوفة ومهتمّة ببيئة العمل وتجربة الموظف وتحسينها، تلهمني القيم وأتطلع دائمًا لتعزيزها وتقويتها، أحبّ أصنع تجربة مختلفة للموظّف.. وأتعلم كثيرًا من تجارب الشركات المتميزة في إدارة التغيير في بيئة العمل، مثال الاتصالات السعودية في التحول المتكامل.
أكتب محتوى وأصمم، وهي مهارات مكمّلة لجهدي في التواصل الداخلي.
لديّ قناعة تام، بأن تفاصيل بيئات العمل تشكل فارق كبير في تجربة الموظف واستمراريته وأداؤه، فالموضوع أكبر من فعاليات يوميّة وأيام عالميّة.
استطلاع انطباع وتجربة الموظف، تعزيز إنجازاته، مشاركة أهله في التقدير، أن تقول شكرًا بأبسط الطرق.. ممارسات بسيطة لكنها تساعد في تمكين تجربة سعيدة، وبالتالي بيئة عمل أفضل وأكثر صحّة.
في تجربتي الحالية أمارس مهام رائعة، وأتطلع لقيادة جهود كبيرة تساهم في التغيير:
القيادة الفنيّة لكامل برامج ومبادرات التواصل الداخلي. (تخطيط وتنفيذ).
بناء سياسة التواصل الداخلي.
تحسين بيئة العمل وتجربة الموظف (Onboard Program).
تحويل القيم واستراتيجية المنظمة إلى نتائج فنيّة مادية وملموسة (صياغة محتوى جداريّات - خطة برامج التحفيز - مبادرات تعزّز مشاركة الموظفين مثل مشاركة الخبرات والتعلّم عن طريق التواصل الداخلي).
مشاركة وتعزيز قيمة الموظف (المناسبات الشخصيّة).
الـ٦٠ يوم الماضية علّمتني كثير، ساعدتني في التركيز أكثر على وجهتي وما أرغب.. ومن جميل ومحاسن التجارب المتخصصة أنها تأخذك لبداية الضوء لوجهتك الأفضل!
بعد تجربتي واطّلاعي، أسعى بشكل كبير للتركيز على جوانب مختلفة، أبرزها:
ثقافة المنظمة: واللي تعبر عن المعتقدات، الممارسات، المعايير واللغة، وتفاصيل أخرى تؤثر وتشكل فارق كبير على سلوكيات الموظف.
على سبيل المثال: stc دائمًا أراها شخصيّة شبابية، متطورة، ومتواكبة بطريقة مدهشة.. متوجّهة بشكل فعّال ومتميّز.
وذلك تتجه الكثير من المنظمات اللي التركيز على الثقافة، والتي تساعدها في تحسين صورتها الداخلية وتكوين هويتها.
تعزيز القيم وتأصيلها من خلال المبادرات والبرامج: كيف تعرز قيمة التعاون؟ قيمة القيادة؟
تحسين الفرق المختلفة من خلال تعزيز الجهود وتبني برنامج التقدير والمكافأة.
الصحة المهنية والنفسية في بيئة العمل: التحولات السريعة على نطاق بيئات العمل، تتطلب جهود سريعة تواكبها، مرونة كافية للاستعدادية في التغيير وأنسنة المنظمة (لا تراقب موظفيك وتحاسبهم، حفّزهم ليكونوا أفضل وتعرف على ما يعيقهم عن ذلك!).
أما عن النماذج التي ألهمتني في صناعة التغيير:
تجربة stc في التغيير وتحسين تجربة الموظف، أبرزها "العمل عن بُعد"، تهيئة الموظف الافتراضية!، بالإضافة للعديد من المبادرات في تحفيز الموظفين.
تجربة "المراعي we almarai" في تعزيز القيم، وتثمين دورها في بيئة العمل.. والتركيز على (الجودة).
كيف تعلّمت واستلهمت من أفضل الجهات ومحاولات التغيير:
اقرأ كثيرًا في تجارب الشركات وممارستها في لينكدأن (من توثيق الموظفين).
أواكب عن كثب جهود بعض المنظمات في بدء التغيير والتحسين من خلال تقدير الموظف ىتعريز دوره (الكثير من الشركات التي بدأت تقوى صورتها الذهنية من اهتمامها بالموطف وتحفيزه).
ابحث وأتعرّف على ورش بسيطة أو لقاءات سريعة مع متخصّصين وذكروا تجاربهم كأصحاب عمل.
لأن التجربة خير برهان.. والنماذج المحلية أفضل تجارب للاستلهام.
لو كانت هذه خطواتك الأولى في مجال التواصل الداخلي، فأنصحك كخطوة أولى أن تعمل على تأسيس خطة متكاملة، تشمل:
بناء برنامج تهيئة الموظف Onboarding (دليل الموظف - برنامج توجيهي ١-٣ أشهر يشمل اجتماعات، توجيه، مشاركة وتقصّي الفهم والمعرفة) لأن الانطباع الأول للموظف الجديد من الأيام الأولى يصنع الفرق.
سياسة التواصل الداخلي (مسؤولياتك، دور الأقسام، كيف تقود التواصل، من يراجع المُخرجات...)
محتوى متكامل يشمل: (تحفيزي - إرشادي - مشاركة....) "بطرق متعددة، مطبوعات، رسائل داخلية، ورش عمل، لقاءات، استبانات....)
في تجاربي -رغم بساطتها- تتجدّد الطموحات والتطلّعات، وأسعى في كلّ يوم ان أكون أفضل وأتعلم أكثر.. لأن التعلّم والتحسين مطلب للوصول.
نهاركم سعيد!
وأيامكم حلوة، وإنجازاتكم تستحقّ الفخر؛ مهما كانت وجهتكم..