تجربة مثرية في التدريب التعاوني | خطوات وحلول
تحدّثت قبل فترة بسطة في سناب شات نادي الإدارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حول تجربتي الشخصية في التدريب التعاوني كمتطلب للتخرّج من قسم إدارة الأعمال، تخصص إدارة موارد بشرية.
في هذه التدوينة، فضّلت تلخيص كافة النصائح والحلول والتجارب، رغم أنها تجربة غير مثرية عمليًا، إلا أنني تعلمت منها الكثير!
الخطوة الأهمّ دائمًا، هي أن تجد ذاتك في المكان المناسب.
في آخر فصل جامعي، كان حماسي جدًا كبير لخوض تجربة التدريب التعاوني.. لكن كان لديّ متطلب أخير -مادّة- يشترط عليّ إكمالها.. مما أعاقني عن اختيار جهة تدريب وفق طموحاتي وتوقّعاتي..
لم يكن لديّ حلّ سوى التدريب في داخل الجامعة، وفي نفس مبنى كلّيتي تحديدًا! أيًا كان المكتب أو الجهة.
لا أخفيكم مقدار التثبيط الذي راودني وقتها، كلّ محاولاتي وخططي في البحث عن شركات وجهات تحتضن طاقاتي.. باءت بالفشل.
حتى وجدت نفسي أمارس مهام روتينية لا تقوّيني ولا تعطيني خبرة أكثر ولا تثريني أبدًا!
لماذا لا أفضّل التدريب داخل الجامعة؟
بطبيعة الحال، أقسام الجامعة محصورة على أمور إدارية وروتينيّة، طباعة إفادات وسجلّات، كتابة تقارير وأوراق إدارية، المساهمة في تنظيم المطبوعات وأوراق اللجان وماشابه.
لا جديد يُثريني كمتدربة، ولا صلاحية في استلام مهام إدارية أكبر، ولا حتى أمور وفق تخصصّي (موارد بشرية).
كان التدريب التعاوني يقام على أساس التنويع في كلّ فترة زمنية، وتجربة أقسام مختلفة وأداء مختلف، فتنقلت كثيرًا بين مهام مختلفة، كل منها أعطاني خبرة وتعلّمت منها بالتأكيد، لكن لم تثريني بشيء جديد أبدًا!
في بداية مباشرة التدريب.. تمّ استلام مكتب سكرتارية الوكيلة.. كانت مهامي تنحصر في طباعة الإفادات، كتابة الإعلان وتوزيعها على اللوحات الإعلانية، طباعة كافة ما يتعلق بالطالبات، ترتيب ملفات الصادر والوارد، تسليم المناولات للمسؤولة.
كانت مهام جدًا بسيطة أقل من توقعاتي بكثير، مما جعلني استاء جدًا وقتها، لا يوجد صلاحيات أكبر، ولا أمور أستطيع استلامها!
كانت زميلتي في التدريب بتخصص إدارة الأعمال، تمارس أمور شؤون الموظفين وكافة ما يتعلق بهم، مما شجّعني على اقتراح مبادلة المهام لتناسب التخصصات.. لكن قوبلت بالرّفض وقتها، عشوائية توزيع الطالبات بين الأقسام والمكاتب، هو أكثر أمر جعلني لا أفضّل التدريب داخل الجامعة، لكنها تجربة ومرّت أولًا وأخيرًا.
في الأسبوع الثالث تمّ نقلي لوحدة التدريب في نفس الكلية، تشوّقت أكثر حينها، كان سقف توقعاتي جدًا مرتفع، تأمّلت في صنع خطط تدريبية وتطويرية مدهشة للطالبات وأعضاء هيئة التدريب.. لكن فوجئت بالعكس تمامًا!
شهر ونصف كانت مهامي محصورة بين طباعة الحقائب التدريبية، نسخ الأوراق وترتيبها، تجهيز القاعات والأمور التقنية، تجهيز الضيافة.. لم أتمكن من الحصول على أي صلاحيات لإبراز طاقتي وتوظيفها في جهة مهمّة وتناسب تخصصي.
في المدّة الأخيرة -فترة المراجعة وامتحانات التعارض- تمّ نقلي للجهة الأخيرة (إشراف الشبكة)، كانت هي الفقرة الحاسمة.
كانت صباحاتي اليومية تشمل حضور المحاضرات، الإشراف على الطالبات، استلام واجباتهم وتسليمها للدكتور، وكذلك في فترة الامتحانات، كان الإشراف على الطالبات ومراقبتهم.
وقتها كنت أخجل جدًا عند تسليم التقرير الأسبوعي.. كل المهام محصورة في إشراف وتسليم واستلام!
خرجت أخيرًا من هذه الدّوامة بشعور لم يرتفع أبدًا، لكني لا أخفي أنها كانت بمثابة درس وخبرة بسيطة تعلّمت منها.
ولذلك أفضّل التدريب خارج الجامعة، إثراء وفرص أكبر، خبرات أكثر.. فرصة كبيرة لتوظيف تخصصك في مشاريع وطاقات أكثر.. كالتسويق، والموارد البشرية، المحاسبة، الإدارة المالية وغيرها الكثير.
كيف تضمن فرصة تدريبية مختلفة؟
دائمًا كنت أشعر بأهمية الوقوف بجانب من يمرّ بهذا المتطلّب، وأنه على عاتقي ضمان حصوله على فرصة مختلفة!
لا أعلم ربما لأن ظنّي خاب في تجربتي، ولذلك لم أكن أرغب لغيري بتجربة فرصة تخيّب ظنّه وطموحه.
من الحلول المهمّة للحصور على فرصة تدريبية مختلفة:
– ابحث عن شركات مختلفة تمامًا، ظهوها قويّ في الشبكات الاجتماعية، أو تعرف عنها -على الأقل- من معارفك أو شخصيات معروفة.
– اجمع قائمة بالشركات المختلفة تمامًا في مخرجاتها، تستثمر طاقتك ورغباتك، وترى أن مجهودها دائمًا مختلف ومدهش!
– اعرف أكثر عن الشركات ومتطلباتهم، بيئتها، أسلوبها وطريقة العمل معها.. حاول أن تكون الشخص الذي يرغبون به قبل أن ترغب بهم أنت!
– راجع مع نفسك: كيف استثمر تخصصي في فرصة تدريبية معهم؟ طريقة جوابك على سؤالك وتوظيفه بشكل مدهش ستكون النتيجة مبهرة.
كيف تصل للجهات التدريبية؟
تختلف الجهات تمامًا، بعضها تفضّل البريد، وبعضها تُلزم بمكالمة، وبعضها حتى لا تستطيع الوصول إليها!
لكن النقطة الأهم، قدّم نفسك لهم -عبر البريد مثلًا- بطريقة احترافية،
حديث رسمي منمّق، عرّف عن نفسك واهتماماتك، كيف ممكن تكون إضافة مختلفة لهم؟ لماذا اخترتهم؟ ماذا تودّ أن تضيف لهم أثناء وجودك؟
الشركات غالبًا لا يهمها المؤهل، بقدر ما يهمها اهتماماتك وشغفك وتأثيرك، واستثمارك لطاقتك.. حتى أنك تجد الكثير ممن يعمل في مجال مختلف عن مجاله، لأن الشغف والتعلم والحماس لا يعيق عن شيء أبدًا!
حاول أن تثبت لهم من خلال تقديمك، لماذا اخترتهم تحديدًا؟ وكيف أنك تثق بأن فرصتك ستكون مثمرة لهم؟ ومن الممكن أن تنتهي فترة التدريب بطلب تعيين وظيفي كامل.. المسألة تحتاج لوقت واحترافية، ليست صعبة!
أثناء فترة التدريب:
– أظهر اهتمامك بعملك، شغفك، تخصصك، حرصك على المهام وتأديتها بإتقان.
– شارك في نقاشاتهم، بادلهم المسائل والحلول، اقترح أمورًا قد ترى أنها من الممكن أن تضيف لهم شيئًا مختلفًا.
– لا تترد في إبداء رأيك، أو وجهة نظرك حول أمر ما، استلام مهامًا مختلفة.
– حاول أن تضمن فرصة تدريبية تثبت فيها ذاتك واهتمامك وشغفك، أن تضمن فرصة العرض الوظيفي في نهاية فترة التدريب! حتى لو لم تكن رغبتك فيها كوظيفة، سمعتك لديهم، وانطباعهم عنك أهم من أي شيء!
– لا ترفض أي مهام إضافية، أو أمور أخرى -إذا كانت لا تضرّ بمبادئك أو قوانين التدريب-، اقبل واعمل واجتهد كي تبني لهم صورة احترافية عنك.
– احرص على استثمار فترة التدريب، كي تضمن شهادة خبرة ثريّة ومليئة بالإنجارات، تتحدّث عنك!
في نهاية فترة التدريب:
حاول إظهار تقريرك بشكل جميل ولائق ويحكي عنك، اكتب مقدمة وخاتمة احترافية، لا تتعامل مع النسخ من المتصفحات أو التقارير والبحوث!
اكتب مهامة اليومية وإنجازاتك بشكل جميل ومُثري، فصّل أكثر، وأظهر حماسك تجاه ما قمت بإنجازه من مهام ومشاريع.
لماذا الشركات في الغالب أفضل من الجهات الحكومية؟
الكثير من الأشخاص يفضّل التدريب في شركات خاصّة، ويبتعدون عن الوزارات أو الجهات الحكومية،
غالبًا المهام في الجهات الحكومية روتينية، لا يوجد وضوح تام في المهامّ والصلاحيات، لا يوجد شيء جديد ومختلف كليًا.
مهامك محصورة في أشياء بسيطة ومكررة، بينما الشركات تحتاج لطاقات شابّة مدهشة! أفكار خلّابة، وأيادي تعمل بحبّ لتثبيت نفسها.
الشركات دائمًا ترحب باقتراحاتك، اهتماماتك، حتى لو لم تناسبها؛ فإنها توظّف حماسك في مشاريع مختلفة، وأمور أكثر دهشة!
حتى لو لم توفّق بفرصة منتهية بالتوظيف -أيًا كانت الأسباب- يكفي أن الجميع أدرك حماسك وشغفك، وحصلت على صورة دهنية مدهشة في ذهن زملائك!
يكفي أن تحمل سيرتك الذاتية خبرات وتجارب جدًا رائعة، تفتح ألف سؤال ودهشة في ذهن من يطّلع عليها.