خطوة أولى أكثر جُرأة!
تصلني غالبًا استفسارات كثيرة عن موضوع واحد، وتساؤلات تتمحور حول التصميم الجرافيكي..
كيف تعلمته؟
كيف وصلت لمرحلة الإتقان؟
كيف تشبْعت تمامًا منه بتعليم ذاتي فقط؟
فضّلت أن تكون هذه التدوينة لتلخيص أبرز النقاط للإجابة على التساؤلات،
خلاصة تجارب ما يقارب ٥ سنوات!
في عام 2010 وحتى 2012 تقريبًا، في زمن المنتديات،
كنت من أشد المدمنين ومرتاديها، حريصة جدًا على التواجد المستمرّ، المشاركة والوصول لمناصب كبيرة إشرافية :d
كان قسمي المفضّل هو الجرافيكس، سواءً مُلحقات، أو حتى دروس مُباشرة، وأحبّ المنافسة في تطبيق الدروس وأيضًا صنع التوقيع الشخصي أو إهداؤه!
لم يكن في تصوّري أبدًا، أن هذه الأيام ستمتدّ بشغفها وحبها حتى اليوم!
كيف كانت بداياتي؟
بداياتي كانت في برنامج الفوتوشوب، في إصداراته القديمة التي تتضمن برنامج Image ready لصنع التصاميم المتحركة،
تعلّمت أساسياته وأدواته من خلال دروس مباشرة فقط، حتى انطلقت ذاتيًا بتجارب لها وصنع تصاميم مختلفة ثابتة ومتحركة،
ممارستي الكثيرة خلال أيام الثانوي وبدايات الجامعة، ساعدتني في التشبه منه بشكلٍ كامل، بتصاميم روتينية ولا جديد في التجارب.
بعد التحاقي بالجامعة، يسّر لي ربي تكوين فريق تطوعي لإقامة حملات تطوعية طيلة سنوات الجامعة،
وتولّيت حينها مهمة التصاميم بشكلٍ كامل، وقتها بدأ التطور التكنولوجي، والانفتاح الكبير جدًا في التقنية وعالم التصميم بشكل عام، حتى أدركت وجود برامج أخرى أكثر احترافية ودقة وتخصّص أيضًا!
من خلال تصفّحي الدائم في تويتر في بداياته، كنت انبهر جدًا من النتائج المدهشة للمصممين الأجانب، في الشعارات والكتيبات وكذلك التصاميم الدعائية، وآُصاب بالإحباط في كل مرة أقارن فيها مُخرجاتي وأدواتي بمخرجاتهم وأدواتهم أيضًا!
قررت حينها الحصول على برنامج (الستريتور Illustrator) مجاني -قبل أن تُتاج باشتراكات رسمية-، وخوض تجربة أولى فيه.. المُدهش أن تشابه الأدوات بشكل كبير ساعدني جدًا في التعرّف على البرنامج في وقت قصير، والمضحك وقتها هو عدم معرفتي بطبيعة البرنامج وفروقاته مثل مساحة العمل وأشياء أخرى، لهذا كان يزداد إحباطي في كلّ تجربة!
بشكل عام أفضّل دائمًا التعلم الذاتي، المحاولات، التجربة والتكرار حتى التشبه والاستيعاب التام،
لأني أثق أن كل خطأ يليه إدراك واستيعاب، أما التلقي -بالنسبة لي- لا يُعطي مجال للاستيعاب التامّ.
كيف وصلت لمرحلة الإتقان؟
كنت هذه بداياتي حتى عام 2014 تقريبًا.
في عام 2015 بعد التواجد المستمرّ في الشبكات الاجتماعية، بدأ الانفتاح الأكبر والمعرفة للبرامج والفروقات والأفضلية من حيث الجودة والتخصّص،
حينها قرّرت تجربة البرامج الأخرى أيضًا بتعلم ذاتي، والاستعانة بشروحات اليوتيوب والمواقع المختلفة (للأساسيات فقط).
واجهت صعوبات في البداية لتعلم (InDesign) للنشر المكتبي (متخصص في الكتب والصحف والمجلات)، للاختلاف الجذري في الأدوات والقوائم، شكلًا ومحتوى.
لكن بطبيعة حال، فكل مشكلة لها حلّ، كان المصدر الأول هي القنوات للمصممين الأجانب، وأيضًا الدعم الفني والأسئلة الشائعة في موقع أدوبي.
حتى أتقنت البرنامج وأنتجت ولله الحممد كتيبات ومجلات بدقة وجودة متكاملة.
مرحلة التعلم الذاتي لم تتوقف أبدًا!
كنت أواجه صعوبات في شرح المصممين الأجانب واستيعاب ما يتحدثون عنه! أو حتى توجيه السؤال دون معرفتي باللغة الإلنجيزية! ومجبرة بالوقت الذاتية على القنوات الأجنبية لشحّ المحتوى العربي!
حينها أضطرّ لكتابة السؤال وترجمته للغة الإنجليزية، ثمّ ترجمه الحل والإجابة للغة العربية، حتى أدركت أن اللغة كانت عائق كبير جدًا، وبدأت بتعلم اللغة بشكل عميق من خلال منصات مجانية ومدفوعة أيضًا، حتى توجهت في بدايات 2016 لتعلم أساسيات برنامج (AfterEffects) المتخصص بالموشن جرافيك، من خلال ما يقارب ١٠ منصات لمصممين أجانب.
حتى أستطعت ولله الحممد تعلمها وإنتاج فيديوهات بسيطة جدًا لملاحظة التطورات وجودة الأداء.
كيف تشبْعت تمامًا منه بتعليم ذاتي فقط؟
اتّساع عوامل النجاح، والتوسّع في الشبكات الاجتماعية والحسابات الإثرائية والمتخصصة، ساعدت بشكل كبير على التعلم أكثر، كنت أحرص على متابعة الحسابات المهتمة بالتصميم والجانب الإثرائي، والمصممين المتخصصين أيضًا.
أحرص كثيرًا على الأسئلة والشماكل التي ترد من أشخاص مبتدئين أو مثلي (متوسطي الخبرة)، كنت اكتشف مشاكل كثيرة وحلول لم أعرف عنها سابقًا!
ومنها بدأت أتعرف عن أسباب كثيرة ومحاولات وطرق تؤدي إلى نتيجة واحدة.
حتى تمكنت ولله الحممد باستثمار المتابعين لديّ، والإمكانيات والعلاقات في تحويل الهواية إلى فرصة عمل حرّ، وأيضًا إقامة بعض الدورات.. حتى درّبت حوالي ٦٠ متدربة ولله الحممد.
تشبّعت الآن من ٣ برامج متخصصة، وبدأت التعمق في مجال الموشن جرافيك وأطمح للوصول للتشبع التام والاحترافية بإذن الله، الموضوع يتطلب وقت فقط وصبر.
أثق دائمًا أن الفرد قادر على الوصول لأي مرحلة يتمناها، لا يوجد صعب في ظلّ التطور التقني والإمكانيات المتاحة عن بُعد، دورات متخصصة مهارية ولغوية، شبكات اجتماعية ثريّة بالتجارب والخبرات والمعلومات، ووقت يتّسع لأي شيء إذا تمّ تنظيمه وإدراك أهميته!
المتبقي فقط أن تحدد هدفك وتتقدم بشكل جريء دون توقف! لن يتطلب الأمر أي خسارة مادية أو معنوية، أو رأس مال أبدًا، كلّ مافي الأمر حدّد هدفك فقط، واتبع كلّ الطرق المؤدية إلى شغفك وطموحك ولن تضيع بينها بل ستستمتع!
أتمنى أن تصادفك هذه السطور يومًا ما، وتساعدك في إيجاد نقطة شغفك.. وأن تصل أيضًا!