300 دهشة

 
 

لا تزال التجارب الجديدة -حتى وإن كانت دون تخطيط مُسبق- تحتلّ المنطقة الأعمق في الدهشة والمشاعر.

قد تحمل معها آلاف التساؤلات، الكثير من التفاصيل العجيبة، المعلومات الجديدة؛ التي تُخرج منك أجمل ما فيك!

 

كانت الخطوة الأولى التي أتلقى فيها بريدًا إلكترونيًا بعرض جديد ومختلف، بعيد كلّ البعد عن تخصصي، وعن مهاراتي الروتينيّة.. كانت الخطوة الأصعب في أن أعمل على مشروع جديد وضخم، بعملاء أكبر من أضع تجاربي ومحاولاتي المتواضعة أمام أعينهم!

لكن المرحلة الحاسمة والأجمل، هي أن أعمل بثقة دون أي خبرات سابقة، لأنتهي بالوصول لتحقيق الأهداف.

 

المفهوم الحقيقي لصناعة المحتوى التسويقي، الخطط التسويقية، تحليل الحسابات وصناعة المنافسة الحقيقية.. كانت أصعب وأجمل وأكثر دهشة مما كنت أتوقع!

كنت أعتقد أن الموضوع يقتصر على زيادة متابعين، أو الرد على العملاء.. وغيرها، لكن تحوّل الموضوع ليصبح دراسة للمنافسين، للعملاء، لصناعة هوية شخصية وصورة ذهنية قوية ومحددة تثبت نفسها وتواجدها.

خضت التجربة المدهشة لحوالي ١٠ أشهر على مشروعين مختلفين، في الهوية، التوجّه، طبيعة العملاء.. كان التحدي الأكبر في العمل على مشروعين في آن واحد بمحتوى ومحاولات وطرق مختلفة تمامًا.

 

مرحلة صناعة المحتوى التسويقي قد تمرّ بعدة مراحل، وتختلف حسب نوع المشروع:

التخطيط.

بوضع أهداف واضحة والتخطيط لنوع وكيفية وحجم التسويق من خلال المحتوى، كيف سيتم نشر المحتوى؟ متى سيتم؟ ماهي الآليات وقنوات النشر المستهدفة؟ كيف ستكون البداية؟ هل الهوية واضحة؟ هل نحتاج لحملة تسويقية للهوية نفسها؟ أو التخطيط يشمل مرحلة متقدمة؟

صناعة خطة لمحتوى تسويقي وكيف يتم تحويل جميع الأساليب لمُخرجات فعّالة، وقياسها بشكل نسبي أو رقمي فعّال.

الأفكار والإلهام.

الخطوة التالية لما بعد التخطيط، كيف ستقدم محتوى مدهش وراسخ في الذهن من أول مرّة؟ كيف ستكون قوّة حملتك أو مبادرتك أو حتى فكرتك للمستهدفين؟ كيف ستقدم المحتوى؟

صناعة المحتوى.

وهي الخطوة الأكثر صعوبة، أن تصنع محتوى يتلاءم مع طبيعة الجهة، نوع المستهدفين ومكانتهم، طريقة كتابة المحتوى، طريقة تجسيده “صورة – فيديو موشن جرافيك – نص عادي….”.

صناعة المحتوى تعتبر الخطوة الأصعب، بناءً عليها ينبغي تحديد مُخرجات كثيرة وقياس أهداف متعددة.

تسويق المحتوى.

الخطوة الأخيرة في المحتوى، اختيار المنصات التسويقية المناسبة، طريقة تسويق المحتوى.

إذا كان لموضوع يتعلق بالمنتجات فالأمر يحتاج لتسويقها بشكل واقعي (وذلك يحتاج لأمور أكثر جهد بدون تكاليف!)

 

المرحلة المختلفة في صناعة المحتوى التسويقي، هو اختلاف الأهداف بين الجهات والمشاريع، قد يكون الهدف لزيادة المتابعين، أو لزيادة المبيعات..

قد يكون الحساب معلوماتي فقط، أو حساب ربحي لخدمات، أو حساب أخبار فقط.. فاختلاف هدف الحساب وحجمه وعملاؤه.. يصنع فارق كبير في طريقة صناعة وتجسيد وإخراج المحتوى وحتى تسويقه.

 

كيف كانت البداية؟

كانت التجربة الأجمل في صناعة خطة تسويقية لعام كامل، تشمل جميع حسابات التواصل، والنشرة البريدية وكذلك الموقع الإلكتروني..

كيف أصل لعملائي من خلال كل وسيلة؟ ومتى سأصل؟

كيفية أتطلع لرضاهم وانطباعاتهم؟ كيف سيساعدني عميلي في نشر انطباعه في وسائل التسويق “التسويق بكلمة الفم” وهي ستساعدني بشكل أكبر عن انتشار الصورة الذهنية.

البحث عن المنافسين ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم، طبيعة محتواهم وتسويقهم، طبيعة استهدافهم للجمهور وغيرها..

تحليل جميع نقاط المشروع، وجميع ما يتعلق بتحليل “سوات – SOWT” ساعدتني كثيرًا في تقويم الخلل وتحسين الأداء والإنتاجية والسير على خطوات واضحة وأهداف نهائية مبهرة!

والخطوة الأهم في تحليل حسابات التواصل ومعرفة انطباع لمستهدفين لكل منشور، ماذا يفضّلون، متى يفضّلون، متى يتفاعلون؟

كل هذه الأمور كانت توضع بالحسبان لمعرفة أوقات وطرق وكيفية نشر.

 

 

كيف تكسب عميلك؟

كانت الخطوة الأكثر صعوبة، في تحويل العميل المُحتمل إلى فعلي!

العميل قد يقرأ تغريدة لك، أو قد يبحث في محركات البحث، أو حتى قد يسأل صديق..

كيف تكتب كلمات مفتاحية تساعد في انتشار المحتوى؟ ضع في بالك تساؤل، ماهي الكلمات المفتاحية التي لو كتبها العميل، ستساعد في ظهور مشروعي في بداية محركات البحث؟ أو حتى في بحث تويتر..

مثلًا: العميل قد يبحث عن “أجندة عام ٢٠١٨..”، فأحد حلول المحتوى هو وسم #أجندة، أو منتج: أجندة.

كلّ ما زاد معدل بحث العميل عن أجندة، كلما ارتفع مستوى ظهور منتجك أو محتواك!

 

مقوّمات نجاح صناعة المحتوى والتسويق الرقمي:

  • جهّز قائمة بجميع حملات التسويق وبرامج الجهة التي تعمل لأجلها، كلّ حملة أو برنامج سيحتاج إلى تكلفة مادية، محتوى مستقلّ، أفكار مختلفة، وأيضًا آليات مختلفة للتنفيذ.

تدوينة مشاعل الدريعان (هنا)، أفادتني كثيرًا في هذا الموضوع، قمت بتعديل المواسم إلى برامج وحملات، مثلًا: “إطلاق خدمة جديدة، احتفال بمرور عام، انتشار أوسع للشركة….”

  • جهّز جدول بجميع القنوات التسويقية الملائمة لمشروعك، ثم اعمل على آليات مناسبة لكل قناة، تشمل: آليات صناعة المحتوى، كيفية تحول العميل المحتمل إلى فعلي، كيفية قياس المُخرجات.

  • احرص على قياس المخرجات ومؤشرات الأداء من خلال تحليلات تويتر مثلًا، التغريدة الأعلى تفاعلًا، وقتها، صيغتها، لماذا كان التفاعل فيها أقوى.. من خلالها نقيس الأداء السليم، هل نستمر في الأسلوب؟ وقت التغريدة؟ وغيرها من هذه التساؤلات.

  • ابحث عن منافسيك! اعرف نقاط قوتهم، حتى تستطيع وضع مكانتك بينهم أو الوصول لما هو أكبر..

 

التجارب المختلفة، إن عشتها بكلّ ما فيك.. ستمنحك الدهشة الحقيقية!

لكن ابحث عنها، قبل أن تنتظرها..

طاب يومكم ودهشتكم،


Abdullah AljohaniComment